الأربعاء، 22 يوليو 2009

كم تخنقني هذه الحياة


كم تخنقني هذه الحياة
وكم أتوه في زحام الوقت
وأيام العمر تتسارع وكأنها في سباق
كل أملي ... أن استرق من أيامي سويعات
أتوق فيها للحظات الصفاء
هناك ... على ذلك الرصيف
أجلس على كرسي
أتنفس الهواء النقي
وأحتسي فنجان من القهوة
وهناك ... على الرصيف الآخر .. من ينظر ألي
لا يرفع نظرة عني ابداً
لا يتكلم .. بل يلوح بيداهُ لي
ولا شيء يعكر صفوي
ولا يقتحم وحدتي وخلوتي
إلا فنجان القهوة
وتقليب صفحات مجلتي
* * *
دفعت الحساب ..وسرت على الرصيف
أتسوق .. أتسلى وأتفرج
وكان يسير خلفي على نفس رصيفي
وحيناً بجانبي .. وحيناً أمامي
لم أشعر بأنه يلاحقني
رأيته .. ولم اعره أي اهتمام
* * *
فتحت باب منزلي
فكانت رسالة تنتظرني
رسالة من ... مجهول
عنوانها ... أُحـــبك
ابتسمت .. ذهولاً وتهكماً
إنها مُزحة .. بالتأكيد مُزحة
فتمزقت الرسالة بين يداي من عجلتي
وبدأت اقرأ محتوى الرسالة
* * *
سيــدي
آلا تفهم لغة الحب ؟
سيدي ..آلم تلاحظ نظراتي !
آلا تسمع قرع خطواتي وتلميحاتي !
سنوات من العذاب بسببك .. وأنت لا تبالي !
الحب في قلبي أختنق ... وفاض
وما عدت استطيع كتمانه
* * *
قرأت السطور على عجل
رغم أن حروفها صارخة في وجهي
عتابها قاسٍ .. رغم استئذانها المهذب
كنت أتوق للنهاية
علها مزحة أو كذبة
فانتهت الرسالة
أُحبــك وأنت لا تدري
( فلانة )
* * *
نبضات قلبي توقفت .. وتوقف معها الزمن
أقف مكاني ... ولا استشعر حولي
عدت بخيالي .. إلى الزمان الماضي
أتذكر !
فأفقت بضرب يدي على جبيني
حقاً ... كم أنا غبي
صدقاً ... كيف لم أنتبه
فكل ما كان .. كان يوحي بذلك
* * *
رغبت بساعة صفاءٍ على رصيفي
أتأمل .. أفكر ..
وهناك على الرصيف الآخر من ينتظر
لم اعد أتصفح مجلتي بل انظر إليه
ولم يعد يلوح لي بيده بل ينظر وينتظر
ماذا عساي أن أرد
سكت ... ورحلت
ولم يتبعني
* * *
تشجعت .. وكتبت
سيدتي ... إلى هنا جف قلمي
سيدتي .. الحب لا يكتبه حبري
إنه ذنبكِ وذنبي
إنه قدركِ وقدري
عدت إلى منزلي
فكانت الرسالة تنتظرني
رسالة من ... فلان
عنوانها ... ُأحبــك
إنه ذنبي أنا وحدي
إنه قدري أنا وحدي
نعم أُحبك ... حُب من طرفٍ واحد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق