الجمعة، 20 سبتمبر 2013

الرسالة الأولى بعد الألف:


عزيزي البعيد ..
...
الرقم يبدو ضخم أليس كذلك؟ ولكن في الحقيقة أنه رقم افتراضي فأنا فقدت العدد منذ فترة وكبريائي منعني من متابعته فمن يجلس ليكتب هذا العدد من الرسائل لغائب لا يرد؟
تطل علي ذكرياتنا معًا أو لأكون صريحة معك أنني ظللت حبيسة لها وأظل مع كل خطاب أجتر المزيد منها وكأنها نبيذي الذي أعجبتني سُكرته ولا أريد أن أفيق منها، أبقى بعالمنا الذي كان لأهرب من عالمي الذي من دونك.

لا أريد منك رد لقد نسيتك ..

هذه العبارة التي تدربت كثيرًا مع كل خطاب كي أنهيه بها ولكن يخشى قلمي أن يُخطها فتصير كالقدر وتمنعك من الرد إن أنت نويت يومًا .. أعتبره كتأويل الرؤى، أنت تعلم أنك أن فسرت رؤيةٍ ما بشكل مغلوط ستكتب لك كما فُسرت وليس كما قدر لها أن تكون حقًا ولذلك فلنعتبر أنني لم أكتبها أنا فقط أحكي وفي الحكي لي ملاذ.

لن أطيل عليك كثيرًا ..

وكأنك تقرأ ..

كان يُمكن أن أقول لك عنه الذي بدأ يتغلغل لتفاصيل يومي ليملئ نقاط فراغك المبعثرة هنا وهناك وكيف أنه يحسدك عليَّ ولكن لن أقدر أن أجرحك بمثل هذا الحكي،

وكأنه سيجرحك ..

وكأنك ستهتم ..

فلتبق كما أنت بعيدًا بذكرى لدي لا تمحى، أن عُدت يومًا لن تتعرف عليَّ ولكني سأعرفك جيدًا كما أعرف تفاصيل الخطوط بيدك وعدد العروق النافرة بها ولون ابتسامتك الذي يقرب للشمس لم تكن تصدقني في ذلك أبدًا ولكن حتمًا ستصدقه بصوت أنثى أخرى فأنا فقدت كل تأثير لي عليك وبات أثري ممحو كعلامات الزمن المخلفة على الأطلال تراها فتعجبك وربما تتذكرها وربما لا ولكنها تلمس بك شئ مجهول.

فسأبقى بعيدة وأناجيك بخطابات لا أرسلها لك، لا لشئ سوى لأنني سأبدو في أقصى حالات ضعفي وأنت لا تحب المرأة الضعيفة ولن تتذكرني على أية حال ولكن أن وصل لك يومًا أيًا من هذه الخطابات فلتبتسم قليلًا لتشرق عليها شمسك فتذوب سعيدة ..

ربما يكون المائة بعد الألف .. لا أعلم لكن وداعًا.

هناك تعليق واحد:

  1. ما نفع مناجاة حبيب قد اختار النوى بكل إرادته.مثله كمن يقف على الأطلال متحسرا زاهدا في ما لديه معلقا أمله عليها

    ردحذف